لجنة يوم المعرفة تنظم ندوة “الإعلام والأدب والتاريخ” بجامعة الوادي

شكلت ثلاثية “الإعلام والأدب والتاريخ” موضوع الندوة الثقافية التي نظمتها اليوم 5 ماي 2025 لجنة يوم المعرفة بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية لجامعة الشهيد حمه لخضر. وقد استضافت لجنة يوم المعرفة قامتين في الإعلام والثقافة والأدب هما الإعلاميان القديران ومؤسسا عدة وسائل إعلامية الأستاذ خليفة بن قارة مؤسس إذاعة الجزائر من الوادي وعدة إذاعات عبر الوطن وصاحب عدة مؤلفات ومقالات إعلامية، والأستاذ الشاعر إبراهيم قارعلي، مؤسس عدة صحف وصاحب الملحمة الشعرية “ألفية الجزائر” التي ما فتئت تثير نقاشا واسعا بين المثقفين والمبدعين نظرا لموسوعيتها المعرفية وما تحمله من طاقات فنية.

وقد أعلن السيد مدير الجامعة البروفيسور عمر فرحاتي عن افتتاح الندوة، أمام حضور نوعي من الأساتذة والطلبة حيث رحب في كلمته بهاتين الشخصيتين الإعلاميتين الكبيرتين مثمنا مشاركتهما في تعزيز النشاط المعرفي والثقافي بالجامعة لما يتوفر عليه الضيفان من تجارب إعلامية ثرية تقاس بعشرات السنين. ودعا بالمناسبة الطلبة للاغتراف من خبرتهما والاستزادة من عطائهما الثري في مجال الصحافة والأدب والتاريخ. واعتبر مدير الجامعة أن مساهمتهما النوعية في النشاط المعرفي بالجامعة واستجابتهما السريعة للدعوة الموجهة إليهما تشير إلى مستوى الوعي المتقدم للشخصيتين في نشر الثقافة والمعرفة في الوسط الجامعي.

من جهته، عميد كلية العلوم الاجتماعية البروفيسور عمار غرايسة رحب بالضيفين الكريمين والأساتذة والطلبة معبرا عن استعداد الكلية لدعوتهما مرة أخرى بمناسبة تنظيم أي نشاط معرفي وإعلامي مماثل متمنيا النجاح لأشغال الندوة.

أما رئيس لجنة يوم المعرفة الدكتور خليفة قعيد، فقد عبر باسم أعضاء اللجنة عن شكره وامتنانه وترحيبه بهاتين الشخصيتين الكبيرتين في مجال الإعلام والثقافة والفكر والأدب مشيرا إلى أن لجنة يوم المعرفة التي تأسست منذ سنتين جاءت تطبيقا لتعليمات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتوجيهات السيد مدير الجامعة بضرورة تنظيم مثل هذه التظاهرات الفكرية والثقافية في إطار انفتاح الجامعة على المحيط الثقافي ودعوة شخصيات مرموقة بانتاجها المعرفي والعلمي بقصد الاحتكاك مع الطلبة والأساتذة ونشر الوعي في الوسط الطلابي. كما قدم المتحدث أعضاء اللجنة الذين أسهموا في تنظيم هذا اللقاء وهم: الدكتور عبد الله رقيق والدكتور عبد القادر عزام والدكتورة رجاء عدايكة.

وحول مجريات الندوة، فقد تناول الأستاذ خليفة بن قارة، العديد من النقاط الهامة منها موضوع الإعلام المحلي والجواري وأفاض فيه طويلا واعتبره ذا أهمية بالغة باعتباره همزة وصل طبيعية ومتينة بين المواطن والمسؤول والعكس. وأسدى توجيهات إلى طلبة الإعلام والاتصال بضرورة التزود بمهارات الإعلام وتعزيز التكوين لديهم حتى يصبحوا بالفعل محترفين في المجال مشيرا إلى أن شهادة الليسانس أو الماستر لا تكفي لجعل صاحبها صحفيا محترفا دونما تكوين وتدريب والأخذ بتجارب خبراء الإعلام. وأكد الأستاذ خليفة بن قارة أن الاعلام سلاح فتاك يحيي أو يقتل بالكلمة، ولهذا يجب التحلي بالوعي وتجنب الوقوع في فخ الدعاية والتضليل؛ فالصحافة -كما قال- ليست وظيفة كالوظائف الأخرى بل هي رسالة والتزام قبل كل شيء. وأعطى مثالا عن ذلك بطوفان الأقصى وكيف تسبب في فضح وسائل الإعلام التي كشفت من خلال معالجاتها الإعلامية عن وجهها الحقيقي.

أما الأستاذ والإعلامي الشاعر إبراهيم قارعلي، فقد تحدث في البداية عن تجربته الطويلة في ميدان الصحافة وتأسيسه لعدة صحف إخبارية يومية منها “الجزائر اليوم” والحوار” و”صوت الأحرار” و”المحقق” و”الأخبار” و”الشروق اليومي” و”الإخبارية” فضلا عن كتابة العمود والتعليق والافتتاحية في الجرائد. كما تقلد عدة مناصب بصفته رئيسا للتحرير في الصحف. وتحدث عن أساليب العمل وضغوطاته في قاعات التحرير وكذا العلاقات المهنية بين الصحفي والوسيلة الإعلامية ومسؤولها.

ثم عرض الأستاذ إبراهيم قار علي ديوانه ” ألفية الجزائر” الذي طبعته وزارة المجاهدين ويقع في 215 صفحة من الحجم المتوسط وتحدث عن خلفية كتابة هذه الملحمة الشعرية التي قوامها ألف بيت من الشعر العمودي يتغنى فيها الشاعر إبراهيم قاعلي بتاريخ الجزائر وجغرافيتها، وقد لقيت تجاوب الكثير من الأوساط الأدبية في الجزائر، ويعدها الدارسون الإلياذة

الثانية بعد إلياذة الجزائر لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء. وذكر الشاعر إبراهيم أن هذه الملحمة الشعرية بدأت بستين بيتا بمناسبة الذكرى الستينية لعيد الاستقلال، ولكن للإبداع مقتضياته –كما قال- فراح بإبداعه الشعري يوغل بعيدا إلى أن وصلت الملحمة إلى ألف بيت. وقد قرأ الاعلامي الشاعر ابراهيم قارعلي عدة مقاطع شعرية من الالفية أبهرت الحاضرين منها مقطوعة من 10 أبيات تتغنى بمآثر منطقة جامعة الوادي وهي وادي سوف. وتحمل أبيات الملحمة الكثير من الصور الفنية والتناص والاحالات التاريخية والثقافية والاجتماعية والدينية المعبرة فنيا عن تاريخ شعب زاخر بالامجاد والانجازات العظيمة

من خلال تدخلاتهما والنقاشات والاجابة عن الأسئلة المطروحة حاول أستاذا الإعلام الربط بين ثلاثية الإعلام والتاريخ والأدب باعتبار الإعلام عرف ولادته من رحم الأدب وأيضا باعتباره ناقلا لأحداث المجتمع، كما أن الأدب ناقل لأحداث التاريخ في إطار تعبيره شعرا ونثرا عما يجيش في نفس الإنسان من أحاسيس وأفكار وما يتمثله من قيم ومبادئ.

واختتمت الندوة بتكريم الضيفين الكريمين من طرف لجنة يوم المعرفة وسط جمع من الأساتذة والطلبة.