loading

“التطرف.. مدخل لإعادة التشكيل الجيوسياسي في الوطن العربي”  مداخلة للسيد مدير جامعة الوادي البروفيسور عمر فرحاتي  

“التطرف.. مدخل لإعادة التشكيل الجيوسياسي في الوطن العربي”  مداخلة للسيد مدير جامعة الوادي البروفيسور عمر فرحاتي  

شارك المقال في صفحتك

قدمها في  الملتقى الدولي “جيوسياسية التطرف ” بمعهد الدراسات العليا

 في الأمن الوطني

“التطرف.. مدخل لإعادة التشكيل الجيوسياسي في الوطن العربي”

 مداخلة للسيد مدير جامعة الوادي البروفيسور عمر فرحاتي 

قدم مدير جامعة الشهيد حمه لخضر -الوادي- البروفيسور عمر فرحاتي مداخلة هامة بعنوان “التطرف كمدخل لإعادة التشكيل الجيوسياسي في الوطن العربي” خلال أشغال الملتقى الدولي “جيوسياسية التطرف: المنطلقات والتهديدات والتحديات وآليات المجابهة” الذي نظمه يومي 3-4 ديسمبر الجاري معهد الدراسات العليا في الأمن الوطني تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وبرئاسة السيد الفريق أول، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي.

في هذه المداخلة السياسية النوعية التي تناولت أثر الكيانات المتطرفة المزروعة في جسم الوطن العربي على تغير الخارطة الجيوسياسية العربية،  حاول البروفيسور عمر فرحاتي أن يجيب على سؤال مركزي طرحه على الحضور ويشغل اهتمام الرأي العام العربي؛ وهو إلى أي مدى يمكن اعتبار التطرف بجميع كياناته وأشكاله وأبعاده أن يكون عاملا مؤثرا في إعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية في العالم العربي؟

وقبل الإجابة عن هذا السؤال المحوري أجرى الأستاذ فرحاتي تشخيصا للحالة السياسية للوطن العربي الذي  يواجه –حسبه- جملة من التحديات التي ظهرت نتيجة التحولات العالمية المتسارعة على عدة أصعدة؛ وهو ما أدى إلى خلق بيئة خصبة أسهمت في بروز العديد من المتغيرات المتباينة والأزمات المتلاحقة نتيجة أسباب متعددة عملت على تأجيجها بل خلقتها –كما قال- العديد من الأطراف التي تعمل ضمن أجندات محددة. وبحسب المتحدث فإن هذه الأجندات “تستهدف على الخصوص المنطقة العربية بغرض إضعافها سياسيا واقتصاديا وأمنيا وسياسيا”. وغاية أصحاب هذه الأجندات حسب وجهة نظره التحليلية هي “تسهيل عملية استنزاف ثروات المنطقة العربية واستغلال طاقاتها المادية والبشرية ليصل بها الأمر إلى تهديد وحدة واستقرار بل نسف الكيان الوجودي للدول العربية”، وأعطى المتدخل أمثلة عن ذلك بما حدث ويحدث للسودان وسوريا والعراق وليبيا وغيرها.

وأكد البروفيسور عمر فرحاتي هدف أصحاب هذه الأجندات هو تمزيق جسم البلاد العربية باعتمادهم على التطرف كأهم وسيلة لتحقيق أهدافهم. فهو يرى بأن هذه الأطراف لم تفتأ تعمل على “إنشاء كيانات تحمل فكرا متطرفا معاديا لفكرة الدولة الوطنية  الحديثة التي تقوم على المواطنة. لذلك، فهي تستهدف –كما قال- “المعتقدات والقناعات الدينية والسياسية والوطنية لفئات معينة من الشعوب العربية وعلى الأخص فئة الشباب”. وأضاف المتدخل بأن هذه الأطراف “تقوم بتغذية تلك القناعات بالعديد من الأسباب والمبررات الواهية مع دعمها بالعديد من الوسائل والأدوات ضمن أجندات ومسارات محددة لا تخرج عن الإطار المرسوم لها من طرف واضعي تلك المخططات، وتستهدف بالدرجة الأولى كيان ووحدة الدول والأنظمة العربية”.

وحذر البروفيسور عمر فرحاتي خلال تحليله لظاهرة التطرف من أن هذا الأخير أخذا أبعادا وأشكالا مختلفة ممثلا لذلك بالتطرف الديني والتطرف الفكري والتطرف الثقافي والتطرف الاجتماعي والتطرف الرياضي بل إننا وصلنا –كما قال- إلى ما يسمى بالتطرف العلمي المتمثل في إنجاز دراسات وأبحاث وتجارب تستهدف التأثير السلبي على البشرية. وقال أن الوطن العربي شهد العديد من كيانات التطرف هذه، والتي تشذّ –حسبه- عن القناعات الوسطية المعتدلة للشعوب العربية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالدين الإسلامي الذي يؤسس لقيم السلام والتسامح والتعاون وينبذ التطرف بشتى أشكاله.

وخلال تشخيصه للمشهد السياسي العربي الراهن، أثار الأستاذ فرحاتي مدى تواجد هذه الكيانات المتطرفة في الساحة السياسية، والتي كما قال “خلقت مشهدا سياسيا متأزما تغذيه الاختلالات الأمنية في العديد من المناطق العربية التي شهدت توترات أمنية كان سببها الأول الأفعال والمجازر الإرهابية المرتكبة ممن يحملون فكرا متطرفا معاديا لفكر وقناعات الدول والشعوب العربية”. ومن يا ترى يدعم هذه الكيانات المتطرفة؟ يجيب البروفيسور فرحاتي ” الدعم مباشر وغير مباشر من أطراف أجنبية ساهمت بشكل واضح في تغير الخارطة الجيوسياسية للوطن العربي”.

تقرير: د. خليفة قعيد

المزيد من المقالات

ENG FRتربص قصير المدى